قبل اثني عشر شهرا، اجتمع العالم لدعم مرفق كوفاكس، وهو مبادرة متعددة الأطراف تهدف إلى ضمان إتاحة لقاحات كوفيد-19 المنقذة للحياة في جميع أنحاء العالم.
وبدعم من المجتمع الدولي، بدأ مرفق كوفاكس على الفور في تأمين التمويل، والدخول في مفاوضات مع مطوري اللقاحات ومصنعيها، والتصدي لمجموعة من التحديات التقنية والتشغيلية المرتبطة بتنفيذ برنامج تطعيم لم يسبق له مثيل من حيث النطاق والتعقيد.
وقد حقق مرفق كوفاكس بالفعل تقدما كبيرا: فقد حُشد أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي؛ وقُطعت التزامات ملزمة قانونا بالتبرع بنحو 4.5 مليار جرعة من اللقاحات؛ وسُلمت 240 مليون جرعة إلى 139 بلدا في غضون ستة أشهر فقط.
ومع ذلك، فإن الوضع العالمي لإتاحة لقاحات كوفيد-19 غير مقبول. إذ لم يحصل على جرعة أولى من اللقاحات سوى 20% من سكان البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مقارنة بنسبة 80% في البلدان المرتفعة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا.
وفي الأشهر الحرجة التي أنشئ خلالها مرفق كوفاكس، وسُجل المشاركين فيه، وجُمعت الطلبات، وحُشد التمويل الكافي لإجراء عمليات شراء مسبق للقاحات، كانت البلدان الغنية قد اشترت قسطا كبيرا من الإمدادات العالمية الأولى. ولا تزال اليوم قدرة مرفق كوفاكس على حماية أضعف الناس في العالم تواجه عراقيل بسبب حظر التصدير، وإعطاء المصنعين والبلدان الأولوية للصفقات الثنائية، والتحديات المستمرة في زيادة الإنتاج عند بعض المنتجين الرئيسيين، وحالات التأخير في إيداع طلبات الحصول على موافقة الجهات التنظيمية.
ووفقا لأحدث توقعات الإمدادات، يرتقب أن يحصل مرفق كوفاكس على 1.425 مليار جرعة من اللقاحات في عام 2021، وفق السيناريو الأرجح وعدم اتخاذ المنتجين والبلدان ذات التغطية العالية إجراءات عاجلة تعطي الأولوية لمرفق كوفاكس. وسيتاح نحو 1.2 بليون جرعة من هذه الجرعات للاقتصادات المنخفضة الدخل المشاركة في آلية التزام السوق المسبق لمرفق كوفاكس. ويكفي هذا العدد لحماية 20% من السكان، أو 40% من جميع البالغين، في جميع الاقتصادات الـ92 المشاركة في آلية التزام السوق المسبق باستثناء الهند. وسيخصص أكثر من 200 مليون جرعة للمشاركين الممولين ذاتيا. ويتوقع الآن بلوغ الهدف الرئيسي لمرفق كوفاكس المتمثل في تجهيز ملياري جرعة لتوزيعها في الربع الأول من عام 2022.
وبالإضافة إلى التعاون الوثيق مع الحكومات المشاركة لضمان تهيئة الظروف الميدانية المواتية لتيسير التوزيع الناجح للقاحات، يدعو مرفق كوفاكس وشركاؤه الجهات المانحة والمصنعين إلى تجديد التزامهم بتقديم الدعم، ودرء حدوث المزيد من التأخير في إتاحة اللقاحات على نحو عادل من خلال ضمان ما يلي:
- أن يسلّم المصنعون مرفقَ كوفاكس اللقاحات وفقا لالتزامات راسخة وأن يقدموا معلومات شفافة عن الجداول الزمنية لتوفير اللقاحات لمرفق كوفاكس ليتسنى للبلدان التخطيط مسبقا.
- ينبغي للبلدان التي تتقدّم على مرفق كوفاكس في قوائم الحصول على اللقاحات عند المصنعين، وتكون قد حققت بالفعل تغطية عالية، أن تفسح مكانها لمرفق كوفاكس حتى يتمكن المشاركون فيه من الحصول على الجرعات الملتزم بها بموجب عقود التوريد وإيصال اللقاحات إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
- توسيع نطاق التبرعات بالجرعات من البلدان المتقدمة جدا في برامجها الخاصة بالتطعيم وتسريع وتيرة تلك التبرعات وتنظيمها. ويشمل ذلك ضمان إتاحة الجرعات بكميات أكبر ويمكن التنبؤ بها على نحو أفضل، مع إمكانية تخزينها لمدة أطول- وهو ما سيخفف من العبء الواقع على البلدان التي تحاول الاستعداد لتوزيع الجرعات.
وفي ظل استمرار جائحة كوفيد -19 في إزهاق الأرواح وتدمير سبل العيش وإعاقة الانتعاش الاقتصادي، فإننا نواصل التأكيد على أنه لا أحد سيكون في مأمن حتى يكون الجميع في مأمن. والسبيل الوحيد لإنهاء الجائحة ومنع ظهور متحورات جديدة وعنيدة هو العمل معا.
ملاحظات للمحرّرين
نبذة عن مرفق كوفاكس
يشارك في قيادة مرفق كوفاكس، الذي يمثّل ركيزة اللقاحات لمبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (مسرّع الإتاحة)، كل من الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع (تحالف غافي) ومنظمة الصحة العالمية (المنظمة) الذين يعملون في إطار شراكة مع مصنّعي اللقاحات في البلدان المتقدمة والنامية واليونيسف والبنك الدولي وجهات أخرى. وهو المبادرة العالمية الوحيدة التي تعمل مع الحكومات والمصنّعين على ضمان إتاحة لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي للبلدان المرتفعة والمنخفضة الدخل على السواء.
دور الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة في مرفق كوفاكس
يقود الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة محفظة كوفاكس للبحث والتطوير في مجال اللقاحات، حيث يستثمر في أنشطة البحث والتطوير بشأن مجموعة متنوعة من اللقاحات المرشحة الواعدة بهدف دعم تطوير ثلاثة لقاحات مأمونة وفعالة يمكن إتاحتها للبلدان المشاركة في مرفق كوفاكس. وفي إطار هذا العمل، حصل الائتلاف على حق الشفعة في أكثر من مليار جرعة محتملة من عدد من اللقاحات المرشحة لصالح مرفق كوفاكس، وقام باستثمارات استراتيجية في مجال تصنيع اللقاحات، تشمل حجز ما يلزم من القدرات لتصنيع جرعات لقاحات كوفاكس في شبكة من المرافق والحصول على قنينات زجاجية لغرض حفظ ملياريْ جرعة من اللقاحات. كما يستثمر الائتلاف في اللقاحات المرشحة من "الجيل المقبل"، وهو ما سيوفّر للعالم خيارات إضافية لمكافحة كوفيد-19 مستقبلا.
دور تحالف غافي للقاحات في مرفق كوفاكس
يقود تحالف غافي للقاحات عمليات الشراء والتوزيع على نطاق واسع لصالح كوفاكس، حيث ينسّق تصميم وإدارة مرفق كوفاكس وآلية التزام السوق المسبق لكوفاكس، ويعمل مع شريكيْ التحالف التقليدييْن، أي اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، إلى جانب الحكومات، بشأن استعداد البلدان وتوزيع اللقاحات. وفي إطار هذا الدور، يستضيف تحالف غافي مكتب مرفق كوفاكس لتنسيق تشغيل وإدارة الآلية ككل، ويقيم علاقات مالية وقانونية مع 193 مشاركا في المرفق، ويدير محفظة صفقات مرفق كوفاكس: التفاوض على اتفاقات الشراء المسبقة مع مصنعي اللقاحات المرشحة الواعدة لتأمين جرعات منها نيابة عن جميع المشاركين في المرفق. وينسق تحالف غافي أيضا تصميم آلية التزام السوق المسبق وتشغيلها وجمع التبرعات لها، وهي الآلية التي توفر إمكانية حصول 92 اقتصادا ذا دخل أدنى على جرعات اللقاح الممولة من المانحين. وفي إطار هذا العمل، يموّل تحالف غافي ويشرف على مشتريات اليونيسف من اللقاحات وتوزيعها على جميع المشاركين في آلية التزام السوق المسبق - يقوم بتفعيل اتفاقات الشراء المسبق بين تحالف غافي والمصنّعين- ويدعم عمل الشركاء والحكومات في مجاليْ الاستعداد والتوزيع. ويشمل ذلك تقديم الدعم المكيّف حسب احتياجات الحكومات واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وغيرهم من الشركاء من حيث معدات سلسلة أجهزة التبريد والمساعدة التقنية والمحاقن والمركبات وغيرها من جوانب العملية اللوجستية المعقدة للغاية المتعلقة بالتوزيع. وشارك تحالف غافي أيضا في تصميم آلية "التعويض بصرف النظر عن المسؤولية عن الخطأ" وآلية مرفق كوفاكس لإتاحة اللقاح في السياقات الإنسانية وحشد الأموال لهما ودعم تفعيلهما.
دور منظمة الصحة العالمية في مرفق كوفاكس
تضطلع المنظمة بأدوار متعددة في إطار مرفق كوفاكس، حيث تقدم إرشادات معيارية في مجال السياسات والتنظيم والمأمونية وأنشطة البحث والتطوير والتخصيص المتعلقة باللقاحات، فضلا عن استعداد البلدان وتوزيع اللقاحات. ويتولى فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع التابع لها إعداد توصيات مسندة بالبيّنات بشأن سياسات التمنيع. وتضمن برامج المنظمة الخاصة بالإدراج في قائمة الاستخدام في الطوارئ/ الاختبار المسبق للصلاحية، اتّساق عمليات الاستعراض والترخيص على نطاق الدول الأعضاء. وتوفّر المنظّمة تنسيقاً عالميّاً ودعماً للدول الأعضاء فيما يتعلّق برصد مأمونيّة اللقاحات. وقد أعدّت المنظمة مواصفات المنتجات المستهدفة للقاحات كوفيد-19 وتتولى التنسيق التقني في مجال البحث والتطوير. وتقود المنظمة، بالتعاون مع اليونيسف، مسار الاستعداد والتنفيذ على الصعيد القُطري، الذي يقدم الدعم إلى البلدان في الوقت الذي تستعدّ فيه لتلقّي وإعطاء اللقاحات. ويوفّر هذا المسار أدوات وإرشادات ورصد ومساعدة تقنية في الميدان من أجل التخطيط للقاحات ونشرها، بالتعاون مع التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع والعديد من الشركاء الآخرين الذين يعملون على الصعيد العالمي والإقليمي والقُطري. وقد وضعت المنظمة مع الجهات الشريكة في مرفق كوفاكس آلية للتعويض بصرف النظر عن المسؤولية عن الخطأ في إطار الالتزامات المحددة المدة الخاصة بالتعويض والمسؤولية.
دور اليونيسف في مرفق كوفاكس
تستفيد اليونيسف من خبرتها بوصفها أكبر مشتر للقاحات في العالم، وتعمل مع المصنّعين والشركاء على شراء جرعات من لقاحات كوفيد-19، وفي مجال الشحن واللوجستيات والتخزين. وتشتري اليونيسف بالفعل أكثر من ملياريْ جرعة من اللقاحات سنويا لأغراض التمنيع الروتيني والاستجابة للفاشيات نيابة عن 100 بلد تقريبا. وتقود اليونيسف، بالتعاون مع الصندوق الدائر التابع لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، الجهود الرامية إلى شراء وتوريد جرعات من لقاحات كوفيد-19 لمرفق كوفاكس. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل اليونيسف وغافي ومنظمة الصحة العالمية مع الحكومات على مدار الساعة من أجل ضمان جاهزية البلدان لتلقّي اللقاحات، مع ضمان توافر معدات سلسلة التبريد المناسبة وتدريب العاملين الصحيين على توزيعها. وتضطلع اليونيسف أيضاً بدور ريادي في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الثقة باللقاحات من خلال التواصل بشأن الثقة باللقاحات وتتبع المعلومات المغلوطة والتصدي لها في جميع أنحاء العالم.
نبذة عن مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19
مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (مُسَرِّع الإتاحة) إطار عالمي رائد جديد للتعاون يهدف إلى تسريع استحداث وإنتاج الاختبارات التشخيصيّة لكوفيد-19 وعلاجاته ولقاحاته، وإتاحتها بشكل منصف. وقد أُنشئت المبادرة استجابةً لنداء وجهه قادة مجموعة العشرين في شهر آذار/ مارس واستهلتها منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية وفرنسا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس في نيسان/ أبريل 2020.
وهذه المبادرة ليست هيئة لصنع القرار أو منظمة جديدة، ولكنها تسعى إلى تسريع جهود التعاون بين المنظمات القائمة من أجل إنهاء الجائحة. وهو إطار للتعاون صُمّم بهدف الجمع بين الجهات الفاعلة الرئيسية بهدف إنهاء الجائحة في أسرع وقت ممكن بفضل تسريع وتيرة استحداث الاختبارات والعلاجات واللقاحات، وتوزيعها على نحو منصف، وتوفيرها على نطاق واسع، وبالتالي ضمان حماية النظم الصحية واستعادة المجتمعات لعافيتها وانتعاش الاقتصادات على المدى القصير. وتستند المبادرة إلى خبرة المنظمات الصحية العالمية الرائدة التي تتصدى حاليا لأصعب التحديات الصحية في العالم، والتي يمكنها، بفضل مضافرة جهودها، أن تحقق نتائج جديدة أكثر طموحا في مجال مكافحة كوفيد-19. ويشترك أعضاؤه في الالتزام بضمان حصول جميع الناس على جميع الأدوات اللازمة لدحر جائحة كوفيد-19 وبالعمل على تحقيق ذلك في إطار مستويات غير مسبوقة من الشراكة.
وتتألف المبادرة من أربعة مجالات عمل، وهي: وسائل التشخيص، والعلاجات، واللقاحات، والربط بين النُظم الصحية. وهناك مسار عمل متعلق بالإتاحة والتخصيص يشمل مجالات العمل هذه كافة.