رسائل أساسية
- إن لقاحات كوفيد-19 الحالية، التي تستند إلى السلالة السلف لفيروس كورونا- سارس-2، لا تزال توفر حماية قوية من المرض الوخيم والوفاة المرتبطين بجميع متحورات الفيروس حتى الآن. وتظل الأولوية تحقيق معدلات تغطية عالية بسلاسل الجرعات الأولية والجرعات المُعزِّزة عند الفئات المستهدفة ذات الأولوية القصوى والعالية.
- بيد أن ظهور المتحورات المثيرة للقلق أدى إلى تراجع سريع في الحماية من حالات المرض المصحوبة بأعراض. ولذلك يتعين تقييم ما إذا كانت اللقاحات المعدلة المضادة لمتحورات كوفيد-19، وخاصة أوميكرون، ستحسن أداء اللقاحات. وينبغي أن تهدف هذه اللقاحات إلى توفير حماية أكبر وأكثر استدامة من المرض الوخيم والوفاة، وحماية أوسع من المتحورات التي قد تظهر في المستقبل والتي قد تكون أبعد من الناحية المستضدية عن الفيروس الأصلي (الفيروس المؤشر).
- توجد قيد التطوير السريري حالياً لقاحات معدلة مضادة للمتحورات وستخضع لتقييم السلطات التنظيمية في الوقت المناسب. وسينظر فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع في هذه اللقاحات بمجرد حصولها على إذن من المنظمة باستعمالها في حالات الطوارئ أو حصولها على الموافقة من سلطة تنظيمية وطنية صارمة، وذلك من أجل إصدار توصيات سياساتية بشأنها. وستتناول التوصيات السياساتية مختلف سيناريوهات حالات استخدام اللقاحات المعدلة المضادة لأوميكرون وستشمل النظر في الجوانب البرمجية.
- لا يمكن تحديد الفوائد الكاملة للصحة العامة من اللقاحات المعدلة المضادة للمتحورات وقيمتها المقترحة مقارنة باللقاحات الحالية إلا بعد الحصول على بيانات فعالية اللقاحات.
وبدعم من فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع وفريقه العامل المعني بلقاحات كوفيد-19، تواصل المنظمة استعراض الأدلة المستجدة بشأن اللقاحات المعدلة المضادة للمتحورات. ويعكس هذا البيان الفهم الحالي للمتحورات المثيرة للقلق واللقاحات المعدلة المضادة للمتحورات ويسلط الضوء على الفجوات في الأدلة والتداعيات المحتملة لاستراتيجيات التطعيم.
ولا يشكل هذا البيان توصية سياساتية، حيث ستصدر التوصية السياساتية عندما تتوفر بيانات كافية عن خصائص اللقاحات المعدلة المضادة للمتحورات مقارنة بتلك القائمة على السلالة السلف. ومن المرجح في مرحلة أولى أن تتاح بيانات بشرية متعلقة بالنسخ الحديثة من لقاحات الرنا المرسال المضادة لمتحورات كوفيد-19 وأن تقتصر على دراسات المأمونية والمناعة. ومن المرجح أن تستند التوصية السياساتية المؤقتة بادئ الأمر إلى توصيف الاستجابة المناعية. وتشمل الاعتبارات حجم ومدة وسعة الاستجابة المناعية ضد مجموعة من المتحورات المثيرة للقلق، والحماية المستنبطة ضد العدوى، ومختلف الحصائل السريرية الأخرى، والمأمونية. ويتوقع ألا تتاح الأدلة المتعلقة بفعالية اللقاحات ضد المرض المصحوب بأعراض والمرض الوخيم إلا عند طرح اللقاحات المعدلة المضادة للمتحورات للاستخدام على نطاق أوسع. وستنظر التوصيات السياساتية المتعلقة باللقاحات المعدلة المضادة للمتحورات في التركيبات (أحادية التكافؤ أو ثنائية التكافؤ مع السلالة السلف)، والمسائل البرمجية، والأدلة أو احتمالات تحسن الأثر على الصحة العامة، والتخفيف المحتمل من مخاطر المتحورات التي قد تظهر في المستقبل. وتتوقع المنظمة أن تتخلل التوصيات الأولية قيود كبيرة على البيانات؛ ولذلك، ستكون بيانات ما بعد الموافقة فيما يتعلق بالمـأمونية والفعالية ضرورية لقياس أداء اللقاحات المعدلة المضادة للمتحورات، وتحسين التوصيات.
معلومات أساسية
تستند لقاحات كوفيد-19 المتاحة حاليا إلى الفيروس الأصلي (الذي يشار إليه أيضا بالسلالة السلف)؛ بيد أن فيروس كورونا- سارس-2 ما انفك يشهد تطورا مستمرا وكبيرا، ولا سيما في البروتين الشوكي. وقد أدت هذه التغيرات الجينومية في الفيروس إلى ظهور العديد من المتحورات المثيرة للقلق التي انتشرت في موجات، وإن بدرجات متفاوتة من الإفلات المناعي، وأدى بعضها إلى انخفاض فعالية لقاحات كوفيد-19 الحالية مقارنة بفعالية اللقاحات الأولية ضد الفيروس الأصلي. ويتباين مدى الانخفاض في فعالية اللقاحات حسب المنتج وجدول التطعيم وحصائل المرض والمتحور المثير للقلق والمدة المنقضية منذ الجرعة الأخيرة. وفي الفترة من كانون الثاني/يناير إلى حزيران/يونيو 2022، كان المتحور أوميكرون متحور فيروس كورونا- سارس-2 المهيمن عالميا، مع ظهور سلالات فرعية إضافية (1). ويعد المتحور أوميكرون المتحور الأكثر تميزا عن الفيروس الأصلي من حيث الخصائص المستضدية وقد أظهر أعلى درجة من الإفلات المناعي من لقاحات كوفيد-19 الحالية، مقارنة بالفيروس الأصلي. ولا يزال أداء اللقاحات الحالية جيدا في الوقاية من المرض الوخيم والوفاة بسبب أوميكرون، وخاصة مع استخدام جرعة (جرعات) معزّزة. ومع ذلك، فإن مستوى الحماية من العدوى والمرض المصحوب بأعراض بسبب المتحور أوميكرون أدنى من مستوى الحماية من المتحورات الأخرى وينخفض بسرعة، حتى بعد جرعة ثالثة (معزّزة). أما الأشخاص الذين لا يزالون أكثر عرضة للإصابة بالمرض الوخيم ودخول المستشفيات والوفاة، فهم كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مصاحبة ومن نقص المناعة وغيرهم من الفئات السكانية الضعيفة على النحو المبين في خارطة طريق المنظمة لتحديد الأولويات (2).
الأساس المنطقي لتحديث تركيبة مستضدات فيروس كورونا- سارس-2 في لقاحات كوفيد-19
يكمن الأساس المنطقي لتطوير وتنفيذ لقاحات معدلة مضادة للمتحورات في تعزيز مدى ومدة وحجم المناعة التي توفرها لقاحات كوفيد-19 لتعزيز الأثر على الصحة العامة الآن وفي المستقبل، والتخفيف من المخاطر الاجتماعية والاقتصادية للعدوى والمرض بسبب فيروس كورونا- سارس-2. ولئن كانت لقاحات كوفيد-19 الحالية تحتفظ بقدر عال من الحماية من المرض الوخيم والوفاة المرتبطين بجميع المتحورات التي ظهرت حتى الآن، فإن الهدف من اللقاحات المعدلة المضادة للمتحورات هو أولا، توفير الحماية من المرض والوفاة بقدر أكبر وأكثر استدامة، وثانيا، توفير حماية أوسع من المتحورات التي قد تظهر في المستقبل والتي قد تكون أبعد من الناحية المستضدية عن الفيروس الأصلي. ويمكن لهذين الهدفين الأخيرين أن يقيا من الانتشار إلى الأشخاص الضعفاء وأن يقللا من خطر ظهور متحورات جديدة. ومن شأن تحسين الحماية من المرض المصحوب بأعراض وحتى انتقال العدوى أن يحقق الفائدة الإضافية المرجوة.
الفريق الاستشاري التقني المعني بتركيبة لقاحات كوفيد-19
فريق المنظمة الاستشاري التقني المعني بتركيبة لقاحات كوفيد-19 ("الفريق الاستشاري") هو فريق خبراء مستقل يتولى تقييم الآثار الصحية العامة لمتحوّرات فيروس كورونا-سارس-2 الناشئة المثيرة للقلق على أداء لقاحات كوفيد-19 من أجل تقديم توصيات في الوقت المناسب بشأن التعديلات المحتملة على تركيبة سلالة اللقاحات. وقد أبرز الفريق الاستشاري، في أحدث بيان له، أن استخدام اللقاحات المرخصة حاليا (أي تلك القائمة على الفيروس الأصلي) يتيح مستويات حماية عالية من حالات المرض الوخيم والوفاة المرتبطة بجميع المتحورات، بما فيها أوميكرون. وأكد الفريق الاستشاري أيضا أن الاستخدام المستمر للقاحات المرخصة حاليا لأغراض التطعيم الأولي وفي جرعة معززة يفي بغرض تحقيق الأهداف الرئيسية للتطعيم ضد كوفيد-19. وفي الوقت نفسه، فإن تحقيق المناعة ضد أكبر عدد ممكن من متحورات البروتين الشوكي مرغوب للاحتفاظ بالحماية ضد المتحورات التي قد تظهر في المستقبل وربما تحسين مستوى هذه الحماية. وتظهر الأدلة الحالية أن التعرض المتكرر لمستضدات فيروس كورونا- سارس-2 (سواء من خلال العدوى الاختراقية، أو التطعيم بعد العدوى، أو الحصول على 3 جرعات فما فوق) يحسّن حجم ومدى استجابة الأجسام المضادة.
ويسود قدر كبير من عدم اليقين فيما يتعلق بتوقيت ظهور متحورات في المستقبل، ومدى انتشارها على الصعيد العالمي، وخصائصها المستضدية، بيد أن ظهور متحورات جديدة يبدو مرجحا جدا استنادا إلى التجربة الحالية. وقد أشار الفريق الاستشاري إلى أن إدراج أوميكرون في تركيبة معدلة للقاحات من شأنه أن يزيد من حجم الاستجابة المناعية ضد أوميكرون، وقد يعزز الحماية من العدوى وحالات المرض الأكثر اعتدالا بسبب المتحورات الناشئة، مع الاحتفاظ بالحماية من المرض الوخيم وربما تعزيزها. ولهذه الأسباب، ينبغي دراسة الفائدة المحتملة من اللقاحات المعدلة المضادة لأوميكرون. وأشار الفريق الاستشاري أيضا إلى أن من المرجح أن تختلف الاستجابات المناعية للقاحات الخاصة بأوميكرون حسب حالة سلسلة التطعيم الأولي للفرد ضد كوفيد-19. ويمكن للقاح أحادي التكافؤ خاص بأوميكرون يعطى في جرعة معززة أن يؤدي إلى استجابة مناعية أوسع حجما مقارنة مع اللقاح (اللقاحات) القائم(ة) على الفيروس الأصلي. غير أن من المستبعد أن يمنح لقاح أحادي التكافؤ خاص بأوميكرون، عند استخدامه في السلسلة الأولية، حماية واسعة مثل اللقاح الحالي القائم على الفيروس الأصلي، ولذلك لا ينصح به في الوقت الحالي.
سيناريوهات حالات الاستخدام
استكمالا لبيان الفريق الاستشاري، سينظر فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع في مختلف سيناريوهات حالات استخدام لقاح معدل مضاد لأوميكرون حالما يُدرج هذا اللقاح في قائمة المنظمة للاستعمالات الطارئة أو يصدر إذن باستعماله في حالات الطورائ من سلطة تنظيمية صارمة، وفقا لولايتها المتعلقة بتقديم توصيات سياساتية. وستعتمد سيناريوهات حالات الاستخدام على خصائص اللقاح وأدائه ومتطلباته البرنامجية وسياقاته الوبائية. وتشمل سيناريوهات حالات الاستخدام المحتملة اللقاحات ثنائية التكافؤ مقابل اللقاحات أحادية التكافؤ، وستسترشد بخريطة طريق المنظمة بشأن تحديد أولويات استخدامات لقاحات كوفيد-19.
وقد أدت زيادة معدلات التغطية باللقاحات وارتفاع مستوى التعرض لأوميكرون إلى زيادة المناعة في أوساط السكان في العديد من البلدان. وأدت العدوى واستخدام اللقاحات إلى درجة عالية من المناعة الهجينة (أي المناعة على مستوى السكان الناتجة عن الاستجابات المناعية المكتسبة من اللقاحات والعدوى معاً) (3). ومع ذلك، فإن درجة ومدة المناعة الوقائية الناتجة لا تزال غير مؤكدة. ويمكن للقاحات المعدلة المضادة للمتحورات استعادة الحماية الفردية والحماية الأوسع على مستوى السكان.
ويتوقف التوقيت الأمثل للجرعات المعزّزة بلقاحات مضادة للمتحورات على عوامل مختلفة. وعلى سبيل المثال، تعزى طفرات كوفيد-19 على مدى العامين الماضيين إلى عوامل تشمل تخفيف تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، وظهور متحورات جديدة، وعدم كفاية معدلات التغطية باللقاحات. ومن المرجح أن يظل من الصعب التنبؤ بتوقيت الطفرات التي قد تحدث في المستقبل. ويمكن أن يقتصر طرح الجرعات المعززة بلقاحات مضادة للمتحورات أول الأمر على الفئات السكانية الأضعف على النحو المبين في خريطة طريق الفريق الاستشاري (2)، إذا صدرت بيانات تدعم هذا النهج.
اعتبارات أخرى لطرح لقاحات معدلة مضادة للمتحورات:
يمكن أن يزيد طرح لقاحات جديدة معدلة مضادة للمتحورات من تعقيد برامج اللقاحات وتكاليفها. وسينشأ عن طرح منتجات متعددة في برنامج اللقاحات، بعضها يقتصر إعطاؤه كجرعات معززة فيما البعض الآخر مخصص لسلاسل التطعيم الأولية، تعقيدات كبيرة للقائمين على التطعيم، وتخطيط سلسلة التوريد، وتوثيق حالة التطعيم الفردي، ورصد المأمونية، وتقييم أداء البرنامج، والاتصالات، وطلب المجتمع المحلي. ويتواصل حتى الآن تسجيل تراجع في الإقبال على اللقاحات مع كل جرعة لقاح كوفيد-19 إضافية يوصى بها كجزء من مقرر التطعيم. ومع ذلك، فإن اللقاحات المعدلة المضادة للمتحورات وذات المناعة المتفوقة والأوسع نطاقا تعكس مسار هذا الاتجاه.
الاستنتاجات
ستواصل المنظمة استعراض وبائيات كوفيد-19، والترصد الجينومي، وخصائص النمط الظاهري، والأدلة المتعلقة بتطوير منتجات اللقاحات، وبيانات فعالية اللقاحات، بما في ذلك ما يتعلق باللقاحات المعدلة المضادة للمتحورات عند طرحها. وقد أعلن في حزيران/يونيو 2022 عن أولى بيانات الاستمناع عند البشر المتعلقة بلقاحات المتحور أوميكرون. وستصدر المنظمة توصيات سياساتية عن مختلف سيناريوهات حالات استخدام لقاح معدل مضاد لأوميكرون حالما يُدرج هذا اللقاح في قائمة المنظمة للاستعمالات الطارئة أو يصدر إذن باستعماله في حالات الطورائ من سلطة تنظيمية صارمة. وسيتعين النظر في الفوائد والمخاطر النسبية، وفعالية التكلفة، والاعتبارات البرمجية.
ولا تزال اللقاحات الحالية تظهر حماية قوية من المرض الوخيم والوفاة، ولذلك تظل الأولوية هي تحقيق معدلات تغطية عالية بسلاسل الجرعات الأولية والجرعات المُعزِّزة عند مجموعات الاستخدام ذات الأولوية القصوى والعالية في كل بلد. وفي انتظار توافر بيانات عن اللقاحات المعدلة المضادة للمتحورات وتقييم المزايا النسبية، يمكن تحسين أداء اللقاحات الحالية بإعطاء جرعات إضافية من اللقاحات الحالية لمجموعات الاستخدام ذات الأولوية (4) وباستخدام جداول تطعيم غير متجانسة (5) على النحو الذي أوصى به فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع.
المراجع:
1- منظمة الصحة العالمية. تتبُّع متحوّرات فيروس كورونا-سارس-2 (بالإنكليزيّة) (https://www.who.int/activities/tracking-SARS-CoV-2-variants)
2- منظمة الصحة العالمية. خريطة طريق فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع لتحديد أولوية استخدامات لقاحات كوفيد-19 (بالإنكليزيّة) (https://www.who.int/publications/i/item/who-sage-roadmap-for-prioritizing-uses-of-covid-19-vaccines-in-the-context-of-limited-supply، تم الاطلاع في 20 كانون الثاني/يناير 2022)
3- منظمة الصحة العالمية: بيان مؤقت بشأن المناعة الهجينة وزيادة معدلات الانتشار المصلي بين السكان. 2022 (بالإنكليزيّة) (https://www.who.int/news/item/01-06-2022-interim-statement-on-hybrid-immunity-and-increasing-population-seroprevalence-rates)
4- منظمة الصحة العالمية: بيان مؤقت بشأن استخدام جرعات معززة إضافية من لقاحات الرنا المرسال المدرجة في قائمة الاستعمال في حالات الطوارئ ضد كوفيد-19. 2022. (بالإنكليزيّة)
5- منظمة الصحة العالمية: توصيات مؤقتة بشأن الجداول غير المتجانسة للتطعيم ضد كوفيد-19. (بالإنكليزيّة) (https://www.who.int/news/item/16-12-2021-interim-recommendations-for-heterologous-covid-19-vaccine-schedules، تم الاطلاع في 21 كانون الأول/ديسمبر 2021) فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع.