أثبت مؤتمر القمة العالميّ الثاني لمكافحة كوفيد-19 أن بمقدور العالم أن يتكاتف لتحقيق منفعة عامّة عالميّة - هي وضع حد لجائحة كوفيد-19، وإنشاء نظام قائم على التضامن للوقاية من الطوارئ الصحّية والتأهب والاستجابة لها في المستقبل.
وما الوحدة التي أظهرتها الجهات المضيفة المشاركة لمؤتمر القمة - بليز، وألمانيا، وإندونيسيا، والسنغال، والولايات المتحدة، ممثلة في الجماعة الكاريبية ومجموعة السبع ومجموعة العشرين والاتحاد الأفريقي - والالتزامات الملموسة التي قطعتها الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، إلا دليلاً آخر على السعي لبلوغ غرض مشترك متجدّد.
وبصفتنا الرئيسين المشاركين لمجلس تيسير مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (مجلس تيسير مُسرّع الإتاحة)، وهو مجموعة مؤلفة من عدة شركاء تهدف إلى تطوير وتسهيل الإنصاف في إتاحة أدوات مكافحة
كوفيد-19، فإننا نرحب بهذا الدليل القوي لتصميمنا المشترك على وضع حد للجائحة وتحسين التأهب للوقاية من الطوارئ الصحّية المقبلة والاستجابة لها.
ويتزايد الآن عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في العالم، مما يدلّ على أن الجائحة لم تنته بعد بأي حال من الأحوال، وخصوصاً بالنسبة للفئات المعرضة لخطر كبير في البلدان المنخفضة الدخل. ويعمل تقليل معدلات الاختبار على تصعيب تتبع مسار الفيروس، ممّا يزيد احتمال عدم الكشف عن متحوّراته الجديدة.
وقد رفض قادة العالم في مؤتمر القمة فتور الهمة وتعهدوا بالاستثمار في مجال طرح اللقاحات، وتعزيز النُظم الصحّية، وتسهيل إتاحة العلاجات والاختبارات.
وقُطعت التزامات جديدة بمبلغ مليار دولار أمريكي تقريباً للوكالات المكوّنة لمُسرّع الإتاحة، بما فيها تعهد سخي بحصة عادلة قطعته كندا، ومساهمات أخرى قدمتها كل من إيطاليا وبلجيكا وفرنسا والمفوضية الأوروبية ونيوزيلندا والإمارات العربية المتحدة والدانمرك وكولومبيا.
وتُضاف هذه الالتزامات إلى التعهدات المقطوعة في مؤتمر القمة المعقود مؤخراً بشأن التزام السوق المسبق لمرفق كوفاكس والتزام ألمانيا بالوفاء بحصتها العادلة في آذار/ مارس ومساهمة النرويج المقدمة في وقت مبكر لبدء دورة الميزانية الثانية. وستثبت كل هذه المساهمات أهميتها الحاسمة في دفع عجلة إنجاز أعمال الشراكة ضماناً لتحقيق الإنصاف في إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19.
وعقب توليد الزخم اللازم لزيادة إتاحة مضادات الفيروسات الفموية، أعلنت مبادرة كلينتون لإتاحة الخدمات الصحّية في مؤتمر القمة عن تخفيض أسعار علاج النيرماتريلفيرر/ الريتونافير - المعروف بتسويقه باسم العلامة التجارية باكسلوفيد - فضلاً عن التزام المبادرة بالعمل مع الوكالات المكوّنة لمُسرّع الإتاحة تسريعاً لوتيرة التنفيذ.
وسيُتيح مؤتمر قمة مجموعة السبع في نهاية حزيران/ يونيو فرصة كبرى أخيرة لتلبية الاحتياجات المتبقية من تمويل مُسرّع الإتاحة، علماً بأن فجوة التمويل المتوقعة الآن تبلغ 12.1 مليار دولار أمريكي - منها مبلغ 7.5 مليار دولار أمريكي تمسّ الحاجة إليه بوجه خاص. وإن لم تُموّل الاحتياجات المتبقية للشراكة، فلن يحصل المعرضون للخطر لا على التطعيم ولا الاختبارات ولا العلاجات ولا الحماية.
وسيؤدي تمويل مُسرّع الإتاحة بالكامل إلى دعم أعماله المنقذة للأرواح لزيادة إتاحة الأدوات المنقذة للأرواح من مضادات الفيروسات الفموية الجديدة وجرعات اللقاح المعزّزة، وذلك لضمان حماية الأفراد الأكثر عرضة للخطر أينما كانوا يعيشون في العالم، فلن يكون أي أحد في مأمن حتى يكون الجميع في مأمن.
سيادة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا
معالي رئيس وزراء النرويج جوناس غار ستور