منظمة الصحّة العالمية/S. Oka
Infection prevention and control (IPC).
© الصورة

أمامنا فرصة نادرة لإتاحة المياه وخجمات الصرف الصحي والنظافة الصحية للجميع

بيان مشترك بين منظمة الصحة العالمية واليونيسيف

22 آذار/مارس 2023
بيان

بمناسبة افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة التاريخي للمياه اليوم – وهو أول مؤتمر يُعقد منذ نحو 50 عاما - تدعو منظمة الصحة العالمية (المنظمة) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) جميع البلدان إلى تسريع وتيرة العمل على نحو جذري لجعل المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية حقيقة ملموسة لدى الجميع.

الأرقام صادمة – ففي شتى أنحاء العالم، لا يحصل مليارا شخص على مياه شرب مأمونة، ويستخدم 3.6 مليار شخص - أي نحو نصف سكان العالم - خدمات صرف صحي لا تعالج النفايات البشرية.

ولا يحصل ملايين الأطفال والأسر على قدر كاف من المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، بما في ذلك الصابون لغسل أيديهم. وكثيرا ما تؤدي هذه العواقب إلى الوفاة.

ويموت كل عام ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص، معظمهم من الأطفال، لأسباب يمكن الوقاية منها ترتبط بالمياه غير المأمونة وتردي خدمات الصرف الصحي. ففي الوقت الحالي، على سبيل المثال، تنتشر الكوليرا في بلدان لم تشهد فاشيات منذ عقود.

ويفتقر نصف مرافق الرعاية الصحية – حيث تمس الحاجة بوجه خاص إلى ممارسات النظافة الصحية المناسبة– إلى الماء والصابون أو محلول كحولي لتعقيم اليدين.

ويؤدي الافتقار إلى قدر كاف من المياه وخدمات الصرف الصحي أيضا إلى عواقب اجتماعية واقتصادية وخيمة.  ويسبب الحرمان من هذه الخدمات الحيوية إلى الإصابة بالأمراض وإلى تخلف الأطفال- وخاصة الفتيات - عن المدارس ويمكن أن تهجّر مجتمعات بأكملها بسبب ندرة المياه.

وفي المقابل، تؤدي إتاحة المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي، بالنسبة للأفراد والمجتمعات على حد سواء، إلى تحقيق فوائد لا حصر لها. فهذه الخدمات هي مفتاح التنمية الصحية لدى الأطفال والحفاظ على رفاهم عند بلوغهم.  وتفتح هذه الخدمات أيضا مسارا للتقدم الاجتماعي والاقتصادي الأوسع من خلال دعم صحة المجتمع وإنتاجيته.

من الحلول إلى الإجراءات

من حقنا جميعا أن نحصل على المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية المناسبة، ومع ذلك فكثير  منا لا يحصلون عليها. ويحتاج العالم إلى بذل جهود متظافرة من أجل مضاعفة معدلات التقدم الحالية أربعة أضعاف على الأقل لإتاحة المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية المدارة بأمان للجميع بحلول عام 2030. ويتعين أن تسرع وتيرة هذا التقدم في السياقات الهشة وفي أفقر البلدان، لحماية صحة الأفراد ومستقبلهم.

ولحسن الحظ، لدينا حلول مجدية وأمامنا فرصة تاريخية لتجسيدها في إجراءات عملية.

ونحث الحكومات على اتخاذ الإجراءات التالية بدعم من وكالات الأمم المتحدة والشركاء المتعددي الأطراف والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني:

القيادة الحكومية لإحداث التغيير:

  • إعداد خطة لزيادة الالتزام السياسي بإدارة خدمات مياه الشرب والصرف الصحي والنظافة الصحية على نحو مأمون، بما في ذلك التواصل مع القادة على جميع مستويات الحكومة والمشاركة مع جماعات المجتمع المدني؛
  • إعداد استراتيجية لتعزيز الحوكمة والمؤسسات اللازمة لتقديم هذه الخدمات، مثل استحداث وكالات تنظيمية مستقلة تعمل على إنفاذ المعايير القائمة على الصحة والمواظبة على نشر النتائج.

التمويل:

  • وضع أهداف واضحة للسياسات للاسترشاد بها في قرارات التمويل المتعلقة بالمياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية؛
  • وضع استراتيجيات تمويل محددة التكاليف تراعي احتياجات مختلف الأقاليم والفئات السكانية؛
  • زيادة الإنفاق العام على خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية للاعتراف بقيمتها كمنفعة عامة؛ 
  • تشجيع مقدمي الخدمات على تحسين الأداء لإرضاء المستخدمين واسترداد التكاليف، بسبل منها مثلا الحد من انقطاع الخدمات وإهدار المياه، وتحسين نظم التعريفات وكفاءة التحصيل.

الاستثمار في الأفراد والمؤسسات:

  • وضع خطة لبناء قوة عاملة أقوى وأكثر تنوعا وتوازنا بين الجنسين تتمتع بمهارات أقوى في قطاع المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية؛
  • بناء مؤسسات قوية وكفؤة وقوى عاملة مقتدرة ومحفَّزة؛ 
  • دعم نمو تقديم الخدمات على نحو مهني، لا سيما في النظم الصغيرة والريفية، بإتاحة فرص لتنمية قدرات الموظفين الذين يتقاضون أجورا متدنية والذين لا يتلقون تدريبا كافيا.

البيانات والأدلة اللازمة لاتخاذ القرارات:

  • دعم إضفاء الطابع المؤسسي على جمع البيانات ورصدها داخل النظم الوطنية؛
  • استخدام منهجيات متسقة في جمع البيانات ورصدها؛ 
  • تبادل المعلومات التي يتم جمعها واستخدامها على نحو شفاف للاسترشاد بها في عمليات اتخاذ القرار.

تشجيع الابتكار والتجارب في مجال المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية:

  • وضع سياسات ولوائح حكومية داعمة تشجع الابتكار والتجارب في مجال المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية؛ 
  • تعزيز التعاون بين الحكومة وجماعات المجتمع المدني والجهات الفاعلة في القطاع الخاص لتطوير حلول جديدة وتطبيقها.

ويمكن أن تؤدي الاستثمارات والإجراءات الحاسمة في مجال المياه وخجمات الصرف الصحي والنظافة الصحية إلى إحداث تغيير ملموس. ومفتاح الاستفادة الشاملة من المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية في متناولنا – وما علينا الآن سوى انتهاز هذه الفرصة. 

للاتصال الإعلامي

استفسارات وسائل الإعلام

مختارات